قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ أي أطِيعُوا اللهَ في الفرائضِ وأطِيعُوا الرسولَ في السُّنن، ﴿ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ بالشِّركِ والربا، فإن الشركَ يُبطِلُ العملَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى :﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾[الزمر : ٦٥]، والرِّياءُ يُحبطُ العملَ بالمعصيةِ، وَقِيْلَ : بالْعُجْب، وقال عطاءُ :(بالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ)، قال الحسنُ :(بالْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ).
ويستدلُّ بظاهرِ هذه الآيةِ : على أنَّ مَنْ شَرَعَ في قُربَةٍ نحوَ الصلاةِ والصومِ والحجِّ، لم يَجُزْ له الخروجُ منها قبلَ إتْمَامِها ؛ لِمَا فيه من إبطالِ عَمَلِها.