قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ ؛ أي فيهما ألوانُ الفاكهةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَرُمَّانٌ ﴾ يستدلُّ لأبي حنيفة أنَّ النخلَ الرُّمان ليسَا من الفاكهةِ ؛ لأن الشيءَ لا يعطفُ على نفسهِ، وعند أبي يوسفَ ومحمَّد هما من الفاكهةِ، وإنَّ عَطفَهما على الفاكهةِ لزيادةِ معنى فيهما لا يوجدُ في سائرِ الفواكهِ، كما في قوله تعالى :﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾[البقرة : ٩٨]. ورُوي : أنَّ نخيلَ الجنةِ، عُروقُها من فضَّة، وجذوعُها ذهبٍ، وسقفها حُلَلٌ، وثمرُها أحلَى من العسلِ وأليَنُ من الزُّبد، ليس له عجمٌ، ﴿ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾.