قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ﴾ ؛ واحدُهم صِدِّيقٌ وهو الكثيرُ الصِّدقِ، والصِّدِّيقُونَ لَمْ يَشُكُّوا في الرُّسل حين أخبَرُوهم، ولم يُكذِّبُوهم ساعةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ ؛ قال بعضُهم : تمامُ الكلامِ عند قولهِ ﴿ الصِّدِّيقُونَ ﴾، ثم ابتدأ فقالَ :﴿ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ وخبرهُ :﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾ ؛ والشهداءُ على هذا القولِ يحتملُ أنَّ المرادَ بهم الأنبياءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ الذين يَشهَدُون يومَ القيامةِ لِمَن صدَّقَ بالتصديقِ وعلى مَن كذبَ بالتكذيب، ويحتملُ أنَّ المرادَ بهم الذين قُتِلُوا في سبيلِ الله.
وقال بعضُهم : وقوله ﴿ وَالشُّهَدَآءُ ﴾ عطفٌ على الصِّدِّيقِينَ ومعنى : الشُّهداء على سائرِ المؤمنين، ففي الحديثِ :" الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أرْضِهِ " وقالَ ﷺ :" كُلُّ مُؤمِنٍ شَهِيدٌ " ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾.