قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ﴾ ؛ معناهُ : وأنفِقُوا الأموالَ في الزَّكاة والجهادِ وغيرهما من الحقوقِ الواجبة من قبلِ أن يأتِيَ أحدَكم الموتُ فيعلم أنه ميِّت، ﴿ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ ﴾ ؛ في الدُّنيا ؛ أي يتمَنَّى القليلَ من التأخيرِ ليتصَدَّق به ويكون من الصَّالِحين بالتلاقِي والتوبةِ واستئناف العملِ الصالح، ولاَ ينفعهُ تَمَنِّيهِ عند ذلك، والمعنى : إنه يستزيدُ في أجَلهِ حتى يتصدَّقَ ويُزَكِّي.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ؛ قِِيْلَ : إنَّ معناه وأحجُّ، عن ابنِ عبَّاس. وقوله :﴿ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ على قراءةِ مَن جزمَ عطفَهُ على موضعِ ﴿ فَأَصَّدَّقَ ﴾ لأنه على معنى إنْ أخرَجتَني أصَّدَّقُ وأكُنْ، ولولا الفاءُ لكان فأَصَّدَّقْ مجزومٌ، ومن قرأ (وَأكُونُ) فهو عطفٌ على لفظ ﴿ فَأَصَّدَّقَ ﴾. وانتصبَ قوله تعالى ﴿ فَأَصَّدَّقَ ﴾ لأنه جوابُ التَّمنِّي، فالفاءُ وأصله : فَأَتَصَدَّقَ.