قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ ﴾ ؛ أي حَقّاً لم يقضِ ما أمرَهُ اللهُ به، ولَمْ يُؤَدِّ حقَّهُ مع كمالِ نعمةِ الله عليه. ثم ذكرَ رزقَهُ ليعتَبر، فقال تعالى :﴿ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ ؛ أي ليتأمَّلِ الكافرُ في طعامهِ كيف خلقَهُ الله، وقدرَّه سَبباً لحياتهِ، ﴿ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً ﴾ ؛ قرأ أهلُ الكوفة ويعقوب (أنَّا) بالفتحِ على نيَّة تكريرِ الخافض، تقديرهُ : ولينظرْ إلى أنَّا صَببنا المطرَ من السَّماء صَبّاً، وقرأ الباقون بالكسرِ على الابتداء، والمطَرُ ينْزِلُ من السَّماء إلى السَّحاب صَبّاً، ثم ينْزلُ من السَّحاب إلى الأرضِ قطرةً قطرةً، ليكونَ أقربَ إلى النفعِ وأبعدَ من الضَّرر.