وقَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ ؛ أي ما لِهؤلاء المشركين لا يُؤمنون بهذا القرآنِ، وبما جاءَ به مُحَمَّدٌ ﷺ من عندِ الله بعد ظُهور الْحُجَجِ والأدلَّة، ﴿ وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ ﴾ ؛ أي يُصَلُّون للهِ، ولا يخضَعون ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ ﴾، وهذا بيانُ وجوب سَجدَةِ التِّلاوة ؛ لأنه ذمَّهم على تَركِها عند السَّماع. وظاهرُ الآيةِ يقتضي وجوبَ السَّجدةِ عند سماعِ سائر القُرآن، خصَّصنا ما عدَا مواضعِ السُّجود بالإجماعِ، فاستعملنَا في مواضعِ السُّجود، إذ لو لم يفعل ذلك لأَلغَينا حُكمَ الآية رَأساً.


الصفحة التالية
Icon