قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ ؛ فيه بيانُ ما لأجلهِ قصَدُوا إحراقَ المؤمنين، ومعناهُ : وما طَعَنُوا وما أنكَرُوا عليهم شيئاً إلاَّ إيمانَهم باللهِ المنيعِ بالنِّقمة مِمَّن عصاهُ، المستحقُّ للحمدِ على كلِّ حالٍ، والمعنى : ما عَلِمُوا منهم عَيباً وما وجَدُوا لهم جُرماً ولا رأوا منهم سُوءاً إلاَّ من أجلِ أن يُؤمِنوا باللهِ العزيزِ الحميدِ، ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ ؛ الذي له القدرةُ على أهلِ السَّموات والأرضِ، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ ؛ أي عالِمُ بجزاءِ كلِّ عاملٍ بمَا عَمِلَ.