الفصل الثاني: أوضحت فيه عناية الصحابة والتابعين بتفسير القرآن بالقرآن، وقد كان مناسبة هامة لبيان أن توجيهات القرآن والسنة بخصوص هذا الفن قد أينعت وأثمرت في جهود الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يتجلى ذلك فيما عرضناه من تفسيراتهم التي تضمنت وجوها متنوعة من تفسير القرآن بالقرآن، كانوا سباقين إليها، وكانت رواياتهم في هذا الباب المصدر الأساس لمن جاء بعدهم من المصنفين، فأفردوا بعض هذه المباحث بالتصنيف المستقل، أو جمعوا بينها في تفاسيرهم الجامعة.
الفصل الثالث: جعلته لبيان عناية المصنفين بتفسير القرآن بالقرآن، وقد كان مناسبة لوقفة متأنية مع هذا الفن في مصنفاتهم المتنوعة، كان القصد منها التنبيه على جملة من المسائل الهامة بخصوص هذا الفن، منها:
١ ـ التنبيه على تنوع وجوه العناية به.
٢ ـ الدلالة على مظانه المعتمدة، التي يرجع إليها عند الحاجة.
٣ ـ بيان ما يوجد في كل من هذه المظان من مباحثه.
أما الباب الثاني: فيعنى بالجانب النظري لتفسير القرآن بالقرآن، وقد اقتضت طبيعة موضوعه وجهين من العمل:
الوجه الأول: جمع ما كان مفرقا أو مغمورا من وجوه تفسير القرآن بالقرآن من أهم مظان هذا العلم، وتصنيفها في مباحث تتناسب مع طبيعتها ودورها في بيان النص القرآني.
الوجه الثاني: دراسة هذه الوجوه في إطار هذه المباحث التي تنتمي إليها دراسة ضافية، تكشف عن وظيفتها داخل هذه المباحث، وعن دور هذه المباحث بصفة عامة في بيان النص القرآني.
وقد خصصت كل مبحث من هذه المباحث بفصل كامل يستوفي جوانبه، فتم العمل على الشكل التالي:
ـ تمهيد: أثرت فيه جملة من المسائل الهامة المتعلقة بهذا اللون من التفسير، رأيت أن في بسطها ورفع ما يلتبس من إشكالات بعضها تمهيدا علميا لما يُستقبل من المباحث.
وهذه المسائل هي:
أولا: أهمية هذا اللون من التفسير وسعة أطرافه
ثانيا: مسألة الفروق، وصحة تفسير القرآن بالقرآن