فحينئذٍ العلم بخواتم الآيات من الأسماء والصفات قد يكون علماً مستقلاً لكن يجب الانتباه إلى أنَّنا لا نتوغل في ذلك لأن البعض قد أوغل في الاستنباط والربط حتى تكلف في ذلك كما أن بعض ذلك الربط قد يكون ضعيفا ثم يكون المعنى بعيداً عن سياق الآية، والذي يُؤكَّد عليه هو الاهتمام بالخواتم من الناحية المسلكية.
من فوائد الآية: ـ
١) النهي عن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأي قول أو فعل.
٢) الأمر من الله سبحانه وتعالى بالتقوى لقوله سبحانه: ؟ وَاتَّقُوا اللَّهَ ؟ وقد تقدم بيانه.
٣) إثبات اسمين من أسماء الله عز وجل وهما السميع والعليم وما تضمناه من الصفة.
٤) إحاطة الله عز وجل بأعمال العباد.
٥) في الآية اشارة إلى أن التقدم قد يكون بالقول لقوله تعالى : ؟ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ؟ لأنه قد يقدم كلام فلان وفلان على كلام الله ورسوله ـ ﷺ ـ وقد يكون التقدم بالفعل لقوله ؟ عَلِيمٌ ؟ على ما مضى من تفسير عليم بأفعالكم مثل أن الله يأمرنا أن لا نتقدم رمضان بيوم أو يومين فيقول: أنا أقدم يوماً احتياطاً لهذه العبادة.
ثم قال تعالى: ؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ؟٢؟
؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ؟ : نلاحظ أن النداء قد تكرر مرة أخرى وفي ذلك تنبيه لأهل الإيمان أن ينتبهوا لما بعد النداء.
قد يقول قائل: ـ
لماذا لم تعطف الآية الأولى على الآية الثانية بدون نداء آخر؟ ج/ هذا تأكيد لما سيأتي بعد هذا النداء وإشادة به وإشارة إلى أهميته حتى تنتبهوا لما بعد النداء، فكما أنكم انتبهتم إلى النداء الأول فانتبهوا إلى النداء الثاني.
سبب نزول هذه الآية : ـ