فلذلك نبه الله على عباده أن ذلك محض فضل منه ونعمة وحينئذ فيه تنبيه آخر بوجوب شكر نعمة الله على الهداية وألا يغتر الإنسان بنفسه لأن بعض الناس إذا رأى من نفسه استقامة على دين الله أو خدمة لدين الله أصبح عنده عجب أو شيء من الخيلاء وأنه يرى أن له فضلاً على دين الله أو على عباده ! لا. الفضل لله سبحانه وتعالى عليك، الفضل لله أن جعلك داعياً أو جعلك طالب علم الفضل لله في ذلك فإذا أردت معرفة فضل الله تعالى عليك بأن جعلك طالب علم فانظر إلى أن النبي ـ ﷺ ـ يقول:﴿ من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة﴾ إذاً الله هو الذي تفضل عليك وجعلك في هذا الطريق الذي يوصلك إلى الجنة فما أعظم فضل الله علينا.
قال عز وجل : ؟ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ؟ قلنا فيما سبق أن للعلماء ـ رحمهم الله ـ في تفسير الأسماء والصفات طريقة لذلك قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : ـ
عليم: بما يصلحكم.
حكيم: في تدبيركم.
ومن علماء التفسير من يقول :
عليمٌ : بمن يستحق هذه النعمة.
حكيمٌ : في وضعها فيمن يستحقها.
لأن الحكيم هو الذي يضع الشيء في موضعه اللائق به.
من فوائد الآية: ـ
١) أن ما يحصل للعبد من النعم الدينية والدنيوية هو محض فضلٍ من الله.
٢) التنبيه على شكر النعمة.
٣) إبعاد العجب عن الإنسان.
٤) إثبات اسمين من أسماء الله وهما العليم والحكيم وما دلا عليه من وصف.
ثم قال سبحانه وتعالى : ؟ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ؟٩؟
سبب نزول هذه الآية : ـ


الصفحة التالية
Icon