لا شك أن العلوم الشرعية مهمة لكل مسلم و مسلمة ولكن هذه العلوم تتفاوت من حيث الأهمية ولسنا هنا بصدد بيان خلاف العلماء رحمهم الله في أهم العلوم هل هو علم العقيدة أو علم التفسير أو علم الفقه أو علم الحديث؟ و إنما نحن بصدد بيان أهمية العلم لكل أحد لأن الله عز وجل قال: ؟ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ؟١١؟ ويقول سبحانه وتعالى: ؟ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ؟٢٨؟ والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:﴿ من يرد الله به خيرا يفقه بالدين﴾ ويقول عليه الصلاة والسلام: ﴿من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة﴾ إذاً العلم الشرعي جاءت الآيات والأحاديث عن النبي ـ ﷺ ـ بالحث عليه وبيان فضله وعظيم أثره في حياة الإنسان.
وعلم التفسير من أهم العلوم ومن أشملها، أما إنه من أهم العلوم فلأنه يتعلق بكلام الله ولا أهم من كلام الله سبحانه و تعالى ولا أشرف من كلامه جل وعلا ومن ذلك أيضاً شمولية علم التفسير لسائر العلوم ووجه ذلك أن المتحدث في العقيدة أمره محصور فيها، و المتحدث في الفقه أيضاً محصور في جانب الفقه، أما المتحدث في التفسير فإنه تارةً يتحدث في العقيدة، و تارةً أخرى يتحدث في الأحكام الشرعية العملية (أي فيما يتعلق في الفقه)، وتارة يتحدث في الأخبار، أخبار الأمم السابقة وهكذا...
فهو يتنقل بين العلوم جميعاً وسبب ذلك أن الله تعالى نزل القرآن تبياناً لكل شيء، فبينما تراه يتحدث عن صفات الله عز وجل، إذ به يتحدث عن أحكام الصلاة وبينما هو يتحدث عن أحكام الصلاة، إذ به يتحدث عن قصة موسى ـ عليه السلام ـ مع فرعون ثم عن قصة إبراهيم ـ عليه السلام ـ وهكذا...