ج/ قوله تعالى ؟ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ؟ المقصود الظاهر والباطن والحاضر والغائب، أما المعنى في الآية الثانية قوله تعالى : ؟ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؟ أي ما غاب فيها وما غاب منها هل يكون المعنى الثاني أقل من المعنى الأول ؟ الصحيح أن كل واحدة منها شاملة، كيف تكون شامله والأولى تشمل الحاضر والغائب والثانية في الغيب نقول الثانية تشمل الحاضر من باب أولى لأنه إذا علم الغائب فإنه يعلم الحاضر من باب أولى لكنه نبه بالغائب جل وعلا على علمه بالظاهر سبحانه وتعالى.
لكن ما مناسبة ذكر قوله تعالى : ؟ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؟ بعد ذكر الإيمان في قوله تعالى ؟ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ؟ ؟
ج / أن الإيمان من الغيب، والباطن لأنه من أعمال القلب.
ثم قال سبحانه ؟ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ؟ أي بما تعملونه أيها الناس إن عملتم الخير فإن الله بصير به عالم به وإن عملتم الشر فإن الله سبحانه عالم به مطلع عليه وسوف يجازي كل إنسان بما عمل، فيجب على الإنسان أن يتقي الله سبحانه وتعالى وليعلم أن الله بصير بعمله مطلع عليه عالم به جل وعلا وحينئذٍ يكون ذلك سبباً في استقامة الإنسان على طاعة الله وسبباً في بعده عن معصية الله تعالى٠
من فوائد الآية: ـ
١) إثبات عموم علم الله تعالى.
٢) إثبات أن السماوات عدد.
٣) إثبات أن الله سبحانه وتعالى محيط بأعمال العباد.
٤) الترغيب في العمل الصالح.
٥) التحذير من مخالفة أمر الله عز وجل.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفهرس
تفسير سورة الحجرات رقم الصفحة
المقدمة.................................................................................................................. ﴿ ١ ﴾


الصفحة التالية
Icon