إذا لحظت مثل هذه الفتوى فعليك أن تتثبت بالفعل، هل قالها هذا العالم؟ لأن بعض الناس يتسرع في النقل وقد ينقل خطأ، فأنت تتثبت من صحة نسبتها، ومن صحة مفادها، ومن صحة حقيقتها، من صحة نسبتها إلى القائل، ومن صحة القول في نفسه، ثم بعد ذلك عليك أن تناقش هذا القائل، وبأسلوب مؤدب ومحترم، تقول له: سمعنا كذا فهل هو صحيح؟ وإن كان صحيح فما وجهه؟ وأهل العلم سلفاً وخلفاً يقولون: كذا، وتصل إلى مرادك من غير أن تضر نفسك.
يقول: بعض الناس في صلاة الاستسقاء يقولون عبارة لم تكن معتادة عند المسلمين وهي: لو ما صليتم كان أحسن، إذ جاء بعد الاستسقاء رياح، أو كان هناك سحاب، ثم انقشع، ما قولكم في هذا؟
الاستسقاء سنة ثبتت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- على وجوهٍ مختلفة، فثبت عنه أنه صلى ركعتين، كما يصلى العيد وخطب ودعاء واستسقى، وثبت أنه استسقى في صلاة الجمعة، وثبت عنه أنه كان جالس في المسجد فاستسقى، واستسقى عند أحجار الزيت فاستسقى، أنواع استسقائه -عليه الصلاة والسلام- ستة، كما ذكر ابن القيم، فهي سنة ثابتة بفعله -عليه الصلاة والسلام-، وعامة أهل العلم على أنها بصلاة، دعاء بعد صلاة، أو دعاء مجرد أو في خطبة، المقصود أن الاستسقاء ثابت، فلا يجوز أن يقال في مثل هذا الكلام ويهون من شأن هذه السنة، يعني كونه يأتي شيء على خلاف ما توقعه الناس، الناس لا شك أنهم يدعون الله -جل وعلا-، ولا بد في إجابة الدعوة أن تكون الأسباب متوافرة، والموانع منتفية، لكن لا تعطل هذه السنة باعتبار أن كثير من الناس متلبس بموانع.
يقول: هل الزيادة في البيع المؤجل بأكثر من نصف القيمة حاضراً فيه محظور شرعي؟
لا شك أن مثل هذا فيه مشقة على الطرف الثاني اللي هو المستدين، وعلى المسلم أن يرفق بإخوانه، وأن يتعامل معهم بيسر وسهولة، وأن يرفق بهم ليرفق به، وأن يتسامح معهم ليُتسامح عنه، لكن إذا حصل مثل هذا ورضي الطرفان، الأمر لا يعدوهم، والله أعلم.