فحينئذٍ يقال للملكين السائق والشهيد :
( ألقيا في جهنم ) أي اقذفا في جهنم.
ثم ذكر صفات الملقي :
( كُلَّ كَفَّارٍ ) أي كثير الكفر والتكذيب بالحق.
قال ابن القيم : إنه كفار لنعم الله وحقوقه، كفار بدينه وتوحيده وأسمائه وصفاته، كفار برسله وملائكته، كفار بكتبه ولقائه.
( عَنِيدٍ ) معاند للحق، معارض له بالباطل مع علمه بذلك.
( مناع للخير ) أي لا يؤدي ما عليه من الحقوق ولا برٌ فيه ولا صلة ولا صدقة.
قال ابن القيم : مناع للخير : وهذا يعم منعه للخير الذي هو إحسان إلى نفسه من الطاعات، والقرب إلى الله، والخير الذي هو إحسان إلى الناس، فليس فيه خير لنفسه ولا لبني جنسه كما هو حال أكثر الخلق.
( مُعْتَدٍ ) أي مع منعه للخير، معتدٍ على الناس، ظلوم غشوم، معتد عليهم بيده ولسانه.
( مُّرِيبٍ ) أي شاك في أمره، مريب لمن نظر في أمره.
( الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ ) أي أشرك بالله، فعبد معه غيره، يعبده ويحبه ويغضب له ويرضى له.
( فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ) أي فألقياه في نار جهنم، وكرر اللفظ [ فألقياه ] للتوكيد.
( قَالَ قَرِينُهُ) وهو شيطانه الذي وكل به.
( رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ) أي لم يكن لي قوة أن أضلّه وأطغيه، فيتبرأ منه شيطانه.
( ولَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) أي بل كان هو في نفسه ضالاً قابلاً للباطل معانداً للحق.
كما قال تعالى (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ).


الصفحة التالية
Icon