والألف واللام في الحمد، لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى : كما جاء في الحديث :
(اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله).
(رب العالمين) : الرب : هو المالك المنتصرف، ولا يقال :( الرب ) معرفاً بالألف واللام إلا لله تعالى، ولا يجوز استعمال كلمة الرب لغير الله إلا بالإضافة... فنقول : رب الدار، ورب السيف، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل.
(العالمين) : جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله جل وعلا، والعالَم جمع لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السموات والأرض في البر والبحر، فالإنس عالّم، والجن عالّم، والملائكة عالّم..
وهكذا قال بشر بن عمارة بسنده عن ابن عباس :﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الحمد لله الذي له الخلق كله في السموات والأرض وما فيهن وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم.
وقال ابن جرير رحمه الله :(الحمد لله) : ثناء أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا عليه، فكأنه قال : قولوا الحمد لله.
قال : وقد قيل : إن قول القائل :" الحمد لله " ثناء عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله :"الشكر لله" ثناء عليه بنعمه وأياديه.
من هداية الآية :
١-…الحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره، لأنه رب العالمين.
٢-…أما الشكر فيكون لله ولغيره، قال الله تعالى :
…﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.
٣-…في الآية توحيد الرب الذي كان يعترف به المشركون : قال تعالى عن المشركين :
…﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾.