الحديث الثاني : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كنا في مسير لنا، فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم (أي لديغ)، وإن نفرنا غُيب فهل منكم راق ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه ( أي نعيبه أو نتهمه) برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له : أكنت تحسن ؟ أو كنت ترقي ؟ قال : لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا : لا تحدث حتى نأتي ونسأل رسول الله ﷺ، فلما قدمنا المدنية ذكرناه للنبي ﷺ، فقال :( وما كان يدريه أنها رقية ؟ إقسموا واضربوا لي بسهم).
وفي رواية مسلم : أن أبا سعيد هو الذي رقى المريض.
من فوائد الحديث :
١-…الرجوع عند الاختلاف إلى النبي ﷺ ليحكم بينهم : قال الله تعالى :﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.
…والرد إلى الله يكون بالرجوع إلى كتاب الله، أما الرد إلى الرسول فيكون بالرجوع إليه عندما كان حياً، والرجوع إلى سنته وأقواله بعد وفاته ﷺ.
…وفي الحديث :( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض).
٢-…التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ واجب على الصحابة والمسلمين.
٣-…جواز الرقية بالفاتحة، وما جاء في السنة عن النبي ﷺ.
٤-…علاج اللديغ يكون بقراءة الفاتحة والدعاء، وبالتداوي والأخذ بالأسباب : قال ﷺ : قال رسول الله ﷺ :( يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء).
٥-…جواز أخذ الراقي الأجر على الرقية الشرعية، فالراقي أحقُ بالأجر من الشخص الذي يعالج علاجاً مادياً كالطبيب أو غيره، وهذا معنى قوله ﷺ :