فأما الفقراء والمساكين فهم خلاف الأغنياء، والفقير أشد حاجة من المسكين، لأن الله بدأ به، والأهم مقدم في الذكر غالبا، ولكن الحاجة تجمع الصنفين، ﴿ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ﴾ : وهم السعاة الذين يجبونها ويكتبونها ويحفظونها، ويقسمونها على أهلها، فهم يعطون ولو كانوا أغنياء لأنها بمنزلة الأجرة في حقهم، ﴿ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ : وهم سادات العشائر والرؤساء الذين إذا أعطوا حصل في إعطائهم مصلحة للإسلام والمسلمين، إما دفع شرهم عن المسلمين، وإما رجاء إسلامهم وإسلام نظرائهم، أو جبايتها ممن لا يعطيها أو يرجى قوة إيمانهم، ﴿ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ أي : في فكها من الرق كإعانة المكاتبين، وكبذلها في شراء الرقاب لعتقها، وفي فك الأسارى من المسلمين عند الأعداء، ﴿ وَالْغَارِمِينَ ﴾ : للإصلاح بين الناس إذا كان الصلح يتوقف على بذل مال، فيعانون على القيام بهذه المهمة والمصلحة العظيمة، وهي الإصلاح بين الناس، ولو أغنياء، ومن الغارمين من ركبتهم ديون للناس وعجزوا عن وفائها، فيعانون من الزكاة لوفائها، ﴿ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي : بذلها في إعانة المجاهدين بالزاد والمزاد والمركوب والسلاح


الصفحة التالية
Icon