وفيه أن الوطء من مفسدات الاعتكاف تلك المذكورات، وهي تحريم الأكل والشرب والجماع ونحوها من مفطرات الصيام، وتحريم الوطء على المعتكف، ونحو ذلك من المحرمات التي حدها لعباده، ونهاهم عنها :﴿ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾ أي : لا تفعلوها، ولا تحوموا حولها، وتفعلوا وسائلها، والعبد مأمور بترك المحرمات، والبعد عنها بترك كل وسيلة تدعو إليها.
وأما الأوامر فيقول الله فيها :﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾، كما ينهى عن مجاوزتها :﴿ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾، كذلك البيان السابق والتوضيح التام من الله لعباده :﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ : فإن العلم الصحيح سبب للتقوى ؛ لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه والباطل فاتبعه كان أعظم لجرمه وأشد لإثمه.


الصفحة التالية
Icon