والآية الأخرى :﴿ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ [الحج : ٣٦]. ﴿ الْقَانِعَ ﴾ وهو الفقير الذي لا يسأل الناس، ﴿ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ الفقير السائل، وفي هذا الأمر بالأكل والإهداء والصدقة، فإن الأمر يشمل أكل أهلها منها وإهداءهم للأغنياء، ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ أي : يستكملوا بقية أنساكهم، ويزيلوا عنهم محظورات الإحرام، وما ترتب عليها من الشعث ونحوه ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾ التي أوجبوها على أنفسهم من الحج والعمرة والهدايا، فنفس عقد العبد للإحرام إيجاب منه على نفسه، ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ أي : القديم أقدم المساجد على الإطلاق، المعتق من تسلط الجبابرة عليه، وتخصيص الطواف به دون غيره من المناسك لفضله وشرفه، ولكونه المقصود وما قبله وما بعده وسائل وتوابع، ولأنه يتعبد به لله مع الأنساك ووحده، وأما بقية الأنساك فلا تكون عبادة إلا إذا كانت تابعة لنسك.


الصفحة التالية
Icon