فيدخل بالأمر بالصبر والثبات تمرين النفوس على ذلك، فإنه من يتصبر يصبره الله، وتعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية المناسبة للزمان، فإن التعليم وتعلم أمور الجهاد من أكبر العون على الثبات والصبر ; ومن ذلك الحث على الشجاعة، والسعي في أسبابها، والترغيب في فضائل الجهاد، وما فيه من الثمرات العاجلة والآجلة، وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا، واستيلاء الأعداء، والذل والدمار، فإن النفوس الأبية والهمم العلية لا ترضى لأنفسها بغير هذا الخلق الفاضل الذي هو أعلى الأخلاق وأنفعها، قال تعالى :
﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء : ١٠٤]، فحثهم على الصبر بتأملهم وطمعهم في الأجر والثواب وإدراك المقامات العالية.
وقال أيضا في ذم الناكلين، وترغيب التائبين الصابرين :