ف ﴿ الْحَيُّ ﴾ : يتضمن جميع الصفات الذاتية، و ﴿ الْقَيُّومُ ﴾ : الذي قام بنفسه، واستغنى عن جميع المخلوقات، وقام بها فأوجدها وأبقاها، وأمدها بكل ما تحتاج إليه في بقائها ; ف ﴿ الْقَيُّومُ ﴾ : يتضمن جميع صفات الأفعال، ولهذا ورد أن اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى :﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾، فإن هذين الاسمين الكريمين يدخل فيهما جميع الكمالات الذاتية والفعلية.
ومن كمال حياته وقيوميته أنه ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ﴾ أي : نعاس، ﴿ وَلَا نَوْمٌ ﴾، لأنهما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف والعجز والانحلال، وينزه عنهما ذو العظمة والكبرياء والجلال.
وأخبر أنه مالك لجميع ما في السماوات وما في الأرض، فكلهم عبيده ومماليكه، لا يخرج أحد منهم عن هذا الوصف اللازم ; فهو المالك لجميع الممالك، وهو الذي اتصف بصفات الملك الكامل، والتصرف التام النافذ، والسلطان والكبرياء.