ثم أخبر عن علمه الواسع المحيط، وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها ﴿ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ [البقرة : ٢٥٥]، من الأمور الماضية التي لا حد لها، وأنه لا تخفى عليه خافية، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يا بِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾، وأن الخلق لا يحيط أحد منهم بشيء من علم الله، ولا معلوماته إلا بما شاء منهما، وهو ما أطلعهم عليه من الأمور الشرعية والقدرية، وهو جزء يسير جدا بالنسبة إلى علم الباري، تضمحل العلوم كلها في علم الباري ومعلوماته، كما قال أعلم المخلوقات، وهم الرسل والملائكة :﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ﴾ [البقرة : ٣٢].


الصفحة التالية
Icon