ثم بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال :﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ أي : تنحقن بذلك الدماء، وتنقمع به الأشقياء ؛ لأن من عرف أنه إذا قَتَلَ قُتِلَ لا يكاد يصدر منه قَتْلٌ ; وإذا رئي القاتل مقتولا انزجر غيره بذلك ; فلو كان عقوبة القاتل غير القتل لم يحصل من انكفاف الشر ما يحصل بالقتل، وهكذا سائر الحدود الشرعية : فيها من النكاية والانزجار ما يدل على حكمة الحكيم الغفار، ونكر الحياة لإفادة التعظيم.