وفيها وفي قصة إبراهيم، جواز التعريض، أما قصة إبراهيم ففي قوله :﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴾﴿ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات : ٨٨ و ٨٩].
وأما لوط ففي قوله :﴿ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ والتعريض يكون في الأقوال، ويكون في الأفعال، وهو أن يقصد المتكلم أو العامل لعمل أمرا من الأمور التي لا بأس بها، ويوهم السامع والرائي أمرا آخر ؛ ليستجلب منفعة، أو يدفع مضرة.
ومنها : أن من علامة الرجل الرشيد أنه هو المسدد في أقواله وأفعاله، ومن ذلك أنه ينصر المظلومين، ويفرج الكرب عن المكروبين، ويأمر بالخير، وينهى عن الشر، هذا هو الرشيد حقيقة، فلهذا قال لوط :﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ ؟ أي : فيأمر بمعروف، وينهى عن منكر، ويدفع أهل الشر والبغي.