ومنها : أن الذي ينبغي في مخاطبة الملوك والرؤساء ودعوتهم وموعظتهم : الرفق والكلام اللين الذي يحصل به الإفهام بلا تشويش ولا غلظة، وهذا يحتاج إليه في كل مقام، لكن هذا أهم المواضع ؛ وذلك لأنه الذي يحصل به الغرض المقصود، وهو قوله :
﴿ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه : ٤٤].
ومنها : أن من كان في طاعة الله، مستعينا بالله، واثقا بوعد الله، راجيا ثواب الله، فإن الله معه، ومن كان الله معه فلا خوف عليه، لقوله تعالى :
﴿ قَالَ لَا تَخَافَا ﴾ [ثم علله بقوله] ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه : ٤٦].
وقال تعالى :﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة : ٤٠].
ومنها : أن أسباب العذاب منحصرة في هذين الوصفين :
﴿ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [طه : ٤٨].
أي : كذب خبر الله وخبر رسله، وتولى عن طاعة الله وطاعة رسله، ونظيرها قوله تعالى :
﴿ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴾﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [الليل : ١٥ و ١٦].


الصفحة التالية
Icon