ثم قص عليه أحدهما القصة فقال : إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة - والمراد بها المرأة - ولي نعجة واحدة، فقال : أَكفلنيها، وعزني في الخطاب، أي : صار خطابه أقوى مني فغلبني، فقال داود عليه السلام : لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم، وعلم داود أنه هو المراد بهذه القضية فانتبه لذلك :
﴿ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ [ص : ٢٤ و ٢٥].
فمحا الله عنه الذنب، وعاد به بعد التوبة أحسن مما كان قبل ذلك : حصل له القرب العظيم من ربه وحسن العاقبة، وقال الله له :
﴿ يا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [ص : ٢٦].


الصفحة التالية
Icon