﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل : ١٩].
ومن حسن نظامه وحزمه أنه يتفقد الجنود بنفسه، مع أنه قد جعل لهم مدبرين، فإن قوله :﴿ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل : ٨٣] دليل على ذلك، حتى أنه تفقد الطيور لينظر هل هي لازمة لمراكزها، فقال :﴿ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ [النمل : ٢٠].
وليس الأمر كما يقول كثير من المفسرين أنه طلبه لينظر له الأرض وبعد مائها، فإن هذا خلاف اللفظ القرآني، فإن الله لم يقل وطلب الهدهد، بل وقال :﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ﴾ [النمل : ٢٠].
ثم توعده لمخالفته لأمره، ولما كان ملكه مبنيا على كمال العدل استثنى فقال :