وكان الله قد ابتلى سليمان، وألقى على كرسيِّه جسدا، أي : شيطانا عتابا له على بعض الهفوات، وإرجاعا له إلى كمال الخضوع لربه، ولهذا قال تعالى :﴿ ثُمَّ أَنَابَ ﴾ [ص : ٣٤].
إلى الله بقلبه ولسانه وبدنه بظاهره وباطنه فقال :
﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص : ٣٥].
فاستجاب الله له دعاءه وأعطاه ما طلبه من مغفرة الذنب، وأعطاه جميع ما طلب كما تقدم.
وقد أثنى الله على داود وسليمان بالعلم والحكم، وخص سليمان بزيادة الفهم فقال :
﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ﴾ [الأنبياء : ٧٨].