فمنها : أن الله يقص على نبيه محمد ﷺ أخبار من قبله لتثبيت فؤاده وتطمين نفسه، ويذكر له من عباداتهم، وشدة صبرهم وإنابتهم ما يشوق إلى منافستهم، والتقرب إلى الله الذي تنافسوا في قربه والصبر على أذى قومه، ولهذا ذكر تعالى في أول سورة ( ص ) ما قاله المكذبون لمحمد ﷺ وما آذوه به، قال بعدها :
﴿ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص : ١٧].
ومنها : أن قوله :﴿ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ مدح عظيم من الله لهذين الوصفين : قوة القلب والبدن على طاعة الله والإنابة، باطنا وظاهرا، إلى الله المستلزمة لمحبته وكمال معرفته، وأن هذين الوصفين للأنبياء على وجه الكمال، ولمن بعدهم من أتباعهم على حسب اتباعهم، والثناء من الله عليهما يقتضي الحث على جميع الأسباب التي تعين على القوة والإنابة، وأن يكون العبد رجَّاعا إلى الله في حال السَّراء والضَّراء، وفي جميع الأحوال.