وهذا أعظم تزكية، وأكبر فخر لسليمان.
ومنها : كثرة خير الله وفضله على عبيده الأخيار يمنُّ عليهم بالأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة، ثم يثني عليهم بها ويرتِّب عليها من الثواب أنواعا منوعة، وهو المتفضل بالأسباب ومسبباتها.
ومنها : أن سليمان قدَّم محبة الله على محبة كل شيء، وأتلف الخيل التي ألهته عن ذكر ربه حتى توارت الشمس بالحجاب.
ومنها : أن كل ما أشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم فليفارقه، وليقبل على ما هو أنفع له.
ومنها أنه يؤخذ من أن سليمان لما أتلف الخيل الجياد - التي ألهته عن طاعة الله - سخَّر الله له الريح والشياطين : أن من ترك شيئا لله عوَّضه الله خيرا منه.
ومنها : أن تسخير الشياطين، وتسخير الريح على الوجه الذي سخرت لسليمان لا تكون لأحد بعد سليمان، ولهذا لما رأى النبي ﷺ أن يأخذ الشيطان الذي تفلَّت عليه ليلة فيربطه في سارية المسجد قال :« ذكرت دعوة أخي سليمان فتركته ».