فمنها : ما اشتملت عليه القصة من فضيلة العلم وشرفه، ومشروعية الرحلة في طلبه، وأنه أهم الأمور ؛ فإن موسى رحل في طلبه مسافة طويلة، ولقي في ذلك النصب، وترك الإقامة عند بني إسرائيل لتعليمهم وإرشادهم، واختار السفر لزيادة العلم على ذلك.
ومنها : البداءة في العلم بالأهم فالأهم، فإن زيادة علم الإنسان بنفسه أهم من ترك ذلك اشتغالا بالتعليم فقط، بل يتعلم ليعلم.
ومنها : جواز أخذ الخادم في السفر والحضر لكفاية المؤن وطلب الراحة، كما فعل موسى ﷺ.
ومنها : أن المسافر بطلب العلم أو الجهاد أو غيرهما من أسفار الطاعة، بل وكذلك غيرهما إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين مراده، فإنه أكمل من كتمه، فإن في إظهاره من فوائد الاستعداد له عدته، وإتيان الأمر على بصيرة، والإعلان بالترغيب لهذه العبادة الفاضلة لقول موسى :﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾ ولما غزا ﷺ تبوك أخبر الناس بمقصده، مع أنه كان في الغالب إذا أراد غزوة ورى بغيرها تبعا للمصلحة في الحالتين.