ومنها : المناسبة في رؤيا الفتيين، حيث عبر رؤيا من رأى أنه يعصر خمرا أن الذي يعمل هذا العمل يكون في العادة خادما لغيره، وأيضا العصر مقصود لغيره، والخادم تابع لغيره، ويؤول أيضا إلى السقي الذي هو خدمته، فلذلك أوّله بما يؤول إليه، وأما تعبيره لرؤيا من رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه، بأنه يقتل ويصلب مدة حتى تأكل الطير من مخ رأسه الذي هو يحمل.
وعبر رؤيا الملك بالبقرات والسنبلات : بأنها السنين المخصبة والمجدبة، ووجه المناسبة أن الملك به ترتبط أمور الرعية ومصالحها، وبصلاحه تصلح، وبفساده تفسد، فهذه نسبته إذ رأى هو الرؤيا، وكذلك السنون بخصبها وجدبها تنتظم أمور المعاش أو تختل، والبقر هي آلة حرث الأرض واستخراج مغلها، والمغل هو الزرع، فرأى السبب والمسبب، فرؤيته السبع السمان من البقر ثم السبع العجاف، والسبع السنبلات الخضر، ثم السبع اليابسات، أي : لا بد أن تتقدم السبع السنين المخصبات، ثم تتلوها المجدبات، وتأكل ما حصل فيها من غلال، ولا تبقي إلا شيئا يحصنونه عنها، وإلا فهي بصدد أكلها كلها.
فإن قيل : من أين أخذ قوله :