فلما أنزله الله بأعلى المنازل، وكان أعداؤه يقولون : إنه مجنون مفتون قال :﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴾﴿ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ ﴾، وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾.
وفيه تهديد للضالين، ووعد للمهتدين، وبيان لحكمة الله في هدايته من يصلح للهداية دون غيره.