أما المؤمنون : فيحاسبهم حسابا يسيرا يقرهم بذنوبهم، ثم يغفرها ويسترها عن الخلائق، ويضاعف لهم الحسنات، ويعطيهم من فضله وإحسانه ما لا تبلغه أعمالهم، ويعطون كتبهم بأيمانهم إكراما واحتراما، كما تبيض وجوههم، وتثقل موازينهم ; ويغتبطون بذلك، ويستبشرون به، فيقولون لإخوانهم ومعارفهم ومحبيهم :﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ ﴾ [أي : أيقنت] ﴿ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾.. الآيات [الحاقة : ١٩ - ٢١ وما بعدها].
ويساقون إلى الجنة زمرا، كل طائفة منهم مع نظرائهم في الخير بحسب طبقاتهم وسبقهم، كما يردون في عرصات القيامة حوض نبيهم، فيشربون منه شربة هنيئة لا يظمأون بعدها، ويمرون على الصراط على قدر أعمالهم كلمح البصر، وكالبرق الخاطف، وكأجاويد الخيل والإبل، وكسعي الرجال، وكمشيهم، ودون ذلك.


الصفحة التالية
Icon