فإذا دخلوها ورأوا ما فيها من النعيم المقيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حمدوا الله على منته عليهم بالسوابق والإيمان والأعمال الصالحة، وبإنجاز ما وعدهم به على ألسنة رسله، وعلى أن الله أورثهم الجنة يتبوءون من خيراتها حيث يشاءون وأنى يشاءون مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من نعيم القلوب والأرواح، ومن نعيم الأبدان والأجسام :﴿ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ﴾﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴾﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾﴿ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴾﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة : ١٥ - ٢٣]، خيرات الأخلاق، حسان الوجوه، قد جمع الله لهن حسن البواطن والظواهر، فهن سرور النفس، وقرة النواظر.


الصفحة التالية
Icon