" الشجاعة والجُبن والتهور " : أثنى الله في كتابه على الشجاعة، ومدح أهلها، وأمر بها، وذم الجبن والتهور، فالشجاعة قوة القلب وثباته وإقدامه على الأقوال والأفعال في موضع الإقدام بحكمة وحنكة، فإن أقدم عليها في حال لا يحل له الإقدام قيل لذلك : تهور وجراءة وحمق وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وأما الجُبن فهو ضد الشجاعة ضعف القلب وخوره، ويتبع ذلك خور الأعمال والخوف مما لا يخاف، وهيبة من لا يهاب، فالشجاعة خلق فاضل جليل بين خلقين ذميمين رذيلين : بين التهور، الذي هو غلو وزيادة عن الحد، وبين الجبن، الذي هو تفريط وتقصير وضعف وخور، ونظير ذلك ( القوام والبخل والتبذير ) في تصريف الأموال، بذلها فيما ينبغي من واجب ومستحب ونافع على الوجه الذي ينبغي، يقال لذلك : قوام واعتدال وتوسط واقتصاد، فإن منع الواجبات فهو البخل، وصاحبه بخيل، وإن أسرف وزاد في النفقة عما ينبغي قيل لذلك : إسراف وتبذير، قال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان : ٦٧].