﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ [الرحمن : ٧٠].
فوصفهن بجمال الباطن بحسن الخلق الكامل، وجمال الظاهر بأنهن حسان الوجوه وجميع الظاهر.
ولما ذكر السير الحسي ذكر السير المعنوي، فقال :
﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ﴾ [النحل : ٩].
وكذلك قوله :
﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ [أي : أفرادا بدليل قوله :] ﴿ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ﴾ [النساء : ٧١].
وكذلك قوله :
﴿ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴾﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [الليل : ١٥ و ١٦].
كذب الخبر وتولى عن الطاعة " التكذيب " : انحراف الباطن، " والتولي " : انحراف الظاهر، ونظيره قوله :
﴿ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [طه : ٤٨].
وضد ذلك ما رتب الله على الإيمان والعمل الصالح من خير الدنيا والآخرة ; فإن الإيمان ضد التكذيب، والتولي ضد الاستقامة والعمل الصالح.
وكذلك قوله :
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة : ٥].