ومنها : أن المغضوب عليهم في مقام الإعراض عنهم وترك الالتفات والإشارة إلى نفس الصفة التي لهم والاقتصار عليها، وأما أهل النعمة فهم في مقام الإشارة إليهم وتعيينهم والإشادة بذكرهم، وإذا ثبت هذا فالألف واللام في المغضوب، وإن كانتا بمعنى الذين فليست مثل الذين، في التصريح والإشارة إلى تعيين ذات المسمى، فإن قولك : الذين فعلوا، معناه : القوم الذين فعلوا، وقولك : الضاربون والمضروبون، ليس فيه ما في قولك الذين ضربوا أو ضربوا.. فتأمل ذلك.
فالذين أنعمت عليهم إشارة إلى تعريفهم بأعيانهم، وقصد ذواتهم، بخلاف المغضوب عليهم، فالمقصود التحذير من صفتهم والإعراض عنهم، وعدم الالتفات إليهم (١). أ هـ
"غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال الأصفهاني : وإنما ذكر تعالى هذه الجملة لأن الكفار قد شاركوا المؤمنين في إنعام كثير عليهم، فبين بالوصف أن المراد بالدعاء ليس هو النعم العامة، بل ذلك نعمة خاصة (٢). أهـ

(١) بدائع الفوائد حـ٢ ص٢٥١، ٢٥٠ بتصرف يسير
(٢) محاسن التأويل حـ٢ ص٢٥٧


الصفحة التالية
Icon