فإن قلت : بم تعلقت الباء في " بسم الله " قلت بمحذوف تقديره بسم الله أقرأ أو أتل ولأن الذي يتل والتسمية مقروء كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله والبركات كان المعني بسم الله أحل وبسم الله أرتحل (١) ا هـ
فإن قلت : لم قدرت المحذوف متأخراً (٢) ؟ قلت لأن الأهم من الفعل والمتعلق به هو المتعلق به لأنهم كانوا يبدءون بأسماء آلهتهم فيقولون : باسم اللات، باسم العزى فوجب أن يقصد الموحد معنى الاختصاص لاسم الله - عز وجل - بالابتداء وذلك بتقديمه وتاخير الفعل كما في قوله ﴿إياك نعبد﴾ حيث صرح بتقديم الاسم إرادة للاختصاص والدليل عليه قوله ﴿بسم الله مجراها ومرساها﴾ [هود : ٤١]
فإن قلت : فقد قال"اقرأ باسم ربك الذي خلق "﴿العلق : ١﴾ فقدم الفعل قلت : هناك تقديم الفعل أوقع لأنها أول سورة نزلت فكان الأمر بالقراءة أهم (٣). اهـ
فإن قيل لم أسقط من الاسم [الألف ]. والجواب : طلبا للخفة لكثرة استعمالها وإن قيل لم طولت الباء والجواب : قال الطيبي ليكون افتتاح كلام الله بحرف معظم وقيل لما أسقطوا الألف ردوا طول الألف على الباء ليكون دالا على سقوط الألف ألا ترى أنه لما كتب الألف في اقرأ باسم ربك الذي خلق " ردت الباء إلى صيغتها ولا يحذف الألف إذا أضيف الاسم إلى غير الله ولا مع غير الباء (٤) ا هـ
قال الخازن : وأثبتت الألف في قوله " فسبح باسم ربك العظيم " ﴿الحاقة : ٥٢﴾ لقلة استعماله (٥) ا هـ
فإن قيل ما معنى التسمية من الله لنفسه ؟ قيل : هو تعليم العباد كيف يستفتحون القراءة ا هـ
من لطائف لفظ الجلالة
(٢) - قال صاحب [الانتصاف] لأنك تبدأ بالفعل في التقدير لما كان الاسم مبتدأ به فيفوت الفرص من التبرك باسم الله تعالى أول نطقك. أهـ. [هامش الكشاف - حـ١ : صـ١٣ ]
(٣) الكشاف حـ١ : صـ١٣
(٤) - تفسير البغوي حـ١ - صـ٢٤ بتصرف يسير
(٥) - تفسير البغوي - حـ١ : صـ٢٤