وذكر القرطبي رحمه الله أسماء أخري للفاتحة إضافة إلى هذه الأسماء منها :" أم القرآن - المثاني لأنها تثني في كل ركعة وقيل سميت بذلك لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على احد قبلها ذخراً لها. ومنها :" القرآن العظيم سميت بذلك لتضمنها جيع علومه والقرآن (١). أهـ.
الحمد لله رب العالمين
الحمد : هو النعت بالجميل على الجميل اختياريا كان أو مبدأ له على وجه يشعر ذلك بتوجيهه إلى المنعوت (٢). أهـ
وقال شقيق بن إبراهيم في تفسيره " الحمد لله " قال هو على ثلاثة أوجه : أولها إذا أعطاك الله شيئاً تعرف من أعطاك، والثاني أن ترضي بما أعطاك والثالث : ما دامت قوته في جسدك ألا تعصيه فهذه شرائط الحمد (٣). أهـ
فمعني الحمد لله رب العالمين أي سبق الحمد مني لنفسي قبل أن يحمدني أحد من العالمين، وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة وحمدي الخلق مشوب بعلل وقيل حمد نفسه في الأزل لما علم من كثرة نعمه على عبادة وعجزهم عن القيام بواجب حمده فحمد نفسه عنهم، لتكون النعمة أهنأ حيث أسقط عنهم به ثقل المنة (٤). أ هـ
سئل على رضي الله عنه عن الحمد : فقال : كلمة أحبها الله - تعالى - لنفسه ورضيها لنفسه وأوجب أن تقال (٥). أهـ.
معنى اللام في " الحمد لله " اللام في قوله " الحمد لله " يحتمل وجوهاً : احدها : الاختصاص اللائق وثانيها : الملك، وثالثها : القدرة والاستيلاء فالحمد بمعني أن الحمد لا يليق إلا بالله وبمعني أن ملكه وملكه وبمعني أنه هو المستوي على الكل والمستعلي على الكل(٦)
(٢) - تفسير أبي السعود حـ١ - صـ١١
(٣) - القرطبي حـ١ - صـ١٠٢
(٤) - تفسير القرطبي حـ١ - صـ١٠٢
(٥) - ابن كثير حـ١ - صـ٣٠
(٦) - الفخر الرازي حـ١ - صـ١٩٢، بتصرف يسير