قال البغوي - رحمه الله - والصراط المستقيم هو الإسلام، وقيل هو القرآن، وقيل : كتاب الله، وقيل : طريق الجنة، وقيل طريق السنة والجماعة، وقيل : طريق رسول الله - ﷺ -، وقيل : رسول الله - ﷺ - وآله وصاحباه، وأصله في اللغة الطريق الواضح (١). أ هـ
وعلق الإمام الفخر - رحمه الله - على بعض هذه الأقوال بقوله : قال بعضهم : الصراط المستقيم الإسلام، وقال بعضهم القرآن، وهذا لا يصح، لأن قوله : صراط الذين أنعمت عليهم. من المتقدمين، ومن تقدمنا من الأمم ما كان لهم القرآن والإسلام وإذا بطل ذلك ثبت أن المراد اهدنا صراط المحقين المستحقين للجنة (٢). أ هـ
وقال الطبري - رحمه الله - فالمعنى مل بقلوبنا إلى الحق، وقال الفضيل بن عياض :[الصراط المستقيم] طريق الحج، وهذا خاص والعموم أولى، وقيل "الصراط المستقيم" دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره، وهذا منسوب إلى محمد بن الحنفية. أ هـ
وقال الطبرسى ما نصه : و( الصراط المستقيم) هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من العباد غيره، وإنما سمي الدين صراطا لأنه يؤدي بمن يسلكه إلى الجنة كما أن الصراط يؤدي بمن يسلكه إلى مقصده. أهـ [جوامع الجامع للطبرسى حـ١ صـ٥٧]
"الصراط المستقيم"
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - عن (الصراط المستقيم) ما نصه :
وه وطريق الله الذي نصه لعباده على ألسن رسله، وجعله موصلاً لعباده إليه، ولا طريق لهم إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة إلا هذا، وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة، فلا يشرك به أحداً في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحداً في طاعته فيجرد التوحيد ويجرد متابعة الرسول.

(١) تفسير البغوي حـ١ ص٢٩
(٢) تفسير الطبري حـ١ ص١١٠


الصفحة التالية
Icon