قال أبو عمر : وعبد الله الأفريقي ثِقة وثقة قومه وأثنوا عليه، وضعّفه آخرون.
وأخرجه أبو داود في سننه من حديث معاوية بن أبي سفيان عن النبي ﷺ :" قال ألا إنّ مَن قبلكم مِن أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين مِلة وإن هذه المِلة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وإنه سيخرج من أمتي أقوامٌ تجارى بهم تلك الأهْواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يَبْقَى منه عِرقٌ ولا مِفصَلٌ إلا دخله " وفي سنن ابن ماجه عن أنس ابن مالك قال : قال رسول الله ﷺ :" من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة مات واللَّهُ عنه راض " قال أنس : وهو دِين الله الذي جاءت به الرسل وبلّغوه عن ربهم قبل هَرَج الأحاديث واختلاف الأهْوَاء، وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل، يقول الله :"فَإنْ تَابُوا" قال : خلعوا الأوثان وعبادتها ﴿وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة﴾، وقال في آية أخرى :﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدين﴾ [ التوبة : ١١ ] أخرجه عن نصر بن علي الجَهْضَمي عن أبي أحمد عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس.
قال أبو الفِرج الجَوْزي : فإن قيل هذه الفِرقَ معروفة ؛ فالجواب أنا نعرف الافتراق وأصول الفِرق وأن كل طائفة من الفِرق انقسمت إلى فِرَق، وإن لم نُحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها، فقد ظهر لنا من أصول الفِرق الحَرُوريّة والقَدَرِية والجَهْمِية والمَرجِئة والرافِضَة والجَبْرِية.
وقال بعض أهل العلم : أصل الفِرق الضّالة هذه الفِرق السّتْ، وقد انقسمت كل فِرقة منها اثنتي عشرة فِرقة، فصارت آثنتين وسبعين فِرقة.