وثانيها : أن الإنسان كلما كان وجدانه بمرادات الدنيا أكثر كان حرصه في طلبها أكثر، ولكما كان الحرص أكثر كان تألم القلب بسبب ذلك الحرص أشد، فإن الإنسان يتوهم أنه إذا فاز بمقصوده سكنت نفسه وليس كذلك، بل يزداد طلبه وحرصه ورغبته،
وثالثها : أن الإنسان بقدر ما يجد من الدنيا يبقى محروما عن الآخرة التي هي أعظم السعادات والخيرات، ومتى عرفت هذه الوجوه الثلاثة علمت أن الدنيا متاع الغرور، وأنها كما وصفها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال : لين مسها قاتل سمها.
وقال بعضهم : الدنيا ظاهرها مطية السرور، وباطنها مطية الشرور. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٠٣﴾
لطيفة
قال فى روح البيان :
قال بعض المشايخ :
العباد على قسمين فى أعمارهم فرب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده كأعمار بنى إسرائيل إذ كان الواحد منهم يعيش الألف ونحوها ولم يحصل على شىء مما تحصل لهذه الأمة مع قصر أعمارها ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده كعمر من فتح عليه من هذه الأمة فوصل إلى عناية الله بلمحة. أ هـ ﴿روح البيان حـ ٢ صـ ١٦٨﴾
فصل
قال ابن كثير
يخبر تعالى إخبارًا عامًا يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله :﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ﴾ فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولا.