والوجه الوافى لغرض الباحث في هذا الباب أن يطالع سيرته (صلى الله عليه وآله وسلم) ويمتلئ منه نظرا ثم يعود إلى مجموع ما نزلت من الآيات في الأخلاق والقوانين المشرعة في الأحكام العبادية والمعاملات والسياسات وسائر المرابطات والمعاشرات فإن هذا الدليل المتخذ بنحو الانتزاع من ذوق التنزيل الإلهي له من اللسان الكافي والبيان الوافى ما لا يوجد في الجملة والجملتين من الكلام ألبتة وههنا نكتة أخرى يجب على الباحث الاعتناء بأمرها وهو أن عامة الآيات المتضمنة لإقامة العبادات والقيام بأمر الجهاد وإجراء الحدود والقصاص وغير ذلك توجه خطاباتها إلى عامة المؤمنين دون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة كـ قوله تعالى ﴿ وأقيموا الصلاة : النساء - ٧٧ وقوله وأنفقوا في سبيل الله : البقرة - ١٩٥﴾ وقوله ﴿كتب عليكم الصيام : البقرة - ١٨٣ ﴾ وقوله ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر : آل عمران - ١٠٤ ﴾ وقوله ﴿وجاهدوا في سبيله : المائدة - ٣٥ وقوله وجاهدوا في الله حق جهاده : الحج - ٧٨ ﴾ وقوله ﴿الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما : النور - ٢ ﴾
وقوله والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما : المائدة - ٣٨ }
وقوله ﴿ولكم في القصاص حيوة : البقرة - ١٧٩ وقوله وأقيموا الشهادة لله : الطلاق - ٢ ﴾
وقوله ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا : آل عمران - ١٠٣ ﴾
وقوله ﴿أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه : الشورى - ١٣﴾
وقوله ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين : آل عمران - ١٤٤ ﴾
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.


الصفحة التالية
Icon