المجوسي فأرسل إليه فأتاه فقال له : أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها. فقال : ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني. قال : خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي فقال : لا أفعل فقال : لا بد منهن. فقال : الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي. أتدل علي بالإسلام ؟ فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ورأيت مثل الذي رأيت في منامك وقال لي رسول الله ﷺ العلوية وبناتها عندك ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال : القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمناً في الأزل. قال فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله. فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام ما أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا.
ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله ﷺ أنه قال :" الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ". قال الراوي أحسبه قال :" وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر " والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى. وفقنا الله لذلك بمنه وكرمه إنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم. أ هـ الكبائر صـ ٦٥ ـ ٧٠}