قال ابن عطية : ولأن قوله تعالى :﴿ فاضربوا فَوْقَ الأعناق ﴾ هو الفصيح وليست فوق زائدة بل هي مُحْكِمَةٌ للمعنى لأنّ ضربة العنق إنما يجبْ أن تكون فوق العظام في المفصل دون الدّماغ.
كما قال دريد بن الصمة : أخفض عن الدّماغ وارفع عن العظم، فهكذا كنت أضرب أعناق الأبطال.
وأقوى الاحتجاج في أن للبنتين الثلثين الحديث الصحيح المروي في سبب النزول.
ولغة أهل الحجاز وبني أسد الثلث والرُبع إلى العُشر.
ولغة بني تميم وربيعة الثلث بإسكان اللام إلى العشْر.
ويقال : ثلثتُ القوم أثلثهم، وثلثتُ الدارهم أثلثِها إذا تمَّمتها ثلاثة، وأثلثتْ هي ؛ إلا أنهم قالوا في المائة والألف : أمأيتها وآلفتها وأمأت وآلفت. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٦٣ ـ ٦٤﴾.
فائدة
قال ابن عاشور :
وقوله :﴿ فإن كن نساء فوق اثنتين ﴾ إلخ معاد الضمير هو لفظ الأولاد، وهو جمع ولد فهو غير مؤنّث اللفظ ولا المدلول لأنّه صالح للمذكّر والمؤنث، فلمّا كان ما صدَقُه هُنا النساء خاصّة أعيد عليه الضمير بالتأنيث.
ومعنى :﴿ فوق اثنتين ﴾ أكثر من اثنتين، ومن معاني ( فوق ) الزيادة في العدد، وأصل ذلك مجاز، ثم شاع حتّى صار كالحقيقة، والآية صريحة في أنّ الثلثين لا يعطيان إلاّ للبنات الثلاث فصاعداً لأنّ تقسيم الأنصباء لا يُنتقل فيه من مقدار إلى مقدار أزيدَ منه إلاّ عند انتهاء من يستحقّ المقدار الأول.