فلم يقدر أن يختفي،
فلما سمعت امرأة كانت بابنة لها روح نجس جاءت إليه وسجدت قدام قدميه،
وكانت يونانية صورية،
وسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها،
فقال لها : دعي البنين حتى يشبعوا أولاً،
لا تحسبنّ أن يؤخذ خبز البنين يدفع للكلاب،
وأجابت بنعم يا رب! والكلاب أيضاً تأخذ مما يسقط من المائدة من فتات الأطفال،
فقال لها من أجل هذه الكلمة : اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك،
فذهبت إلى بنتها فوجدت الصبية على السرير والشيطان قد خرج منها ؛ وفي آخر إنجيل مرقس : إنه أخرج من مريم المجدلانية سبعة شياطين ؛ وفي إنجيل لوقا : وكان بعد ذلك يسير إلى كل مدينة وقرية ويكرز ويكبر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر ونسوة كن أبرأهن من الأمراض والأرواح الخبيثة : مريم التي تدعى المجدلانية التي أخرج منها سبعة شياطين ومرثا امراة خوزي خازن هين ودس وسوسنة وأخوات كثيرات ؛ وفي إنجيل لوقا : وفيما هو يعلم في أحد المجامع في السبت فإذا امرأة معها روح مزمن منذ ثمان عشرة سنة وكانت منحنية لا تقدر أن تستوي ألبتة،
فنظر إليها يسوع وقال : يا امرأة! أنت محلولة من مرضك ووضع يده عليها،
فاستقامت للوقت ومجدت الله،
فأجاب رئيس الجماعة وهو مغضب وقال للجميع : لكم ستة أيام ينبغي العمل فيها وفيها تأتون وتستشفعون إلا في السبت! فقال : يا مراؤون! واحد منكم يحل ثوره أو حماره من المدود في السبت ويذهب فيسقيه وهذه ابنة إبراهيم كان الشيطان قد ربطها منذ ثمان عشرة سنة! أما كان يحل أن تطلق من هذا الرباط في يوم السبت ؟ فلما قال هذا الكلام أخزى كل من كان يقاومه.
وكل الشعب كانوا يفرحون بالأعمال الحسنة التي كانت منه - انتهى.
وإنما كتبت هذا مع كون ما نقل عن نبينا ﷺ كافياً لأنه لا يدفع أن يكون فيه إيناس له ومصادقة تزيد في الإيمان مع أن فيه دلائل رادة على النصارى في ادعائهم التثليث والاتحاد وأحسن ما ردّ على الإنسان من كلامه وبما يعتقده،