وهكذا لفظ رواية البخاري، عند تفسير الآية : فحرم التجارة، وفي لفظ له، عن عائشة قالت : لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا قرأها رسول الله ﷺ على الناس، ثم حرم التجارة في الخمر. قال بعض من تكلم على هذا الحديث من الأئمة : لما حرم الربا ووسائله حرم الخمر وما يفضي إليه من تجارة ونحو ذلك، كما قال، عليه السلام في الحديث المتفق عليه :"لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وأكلوا أثمانها". ﴿رواه البخاري في صحيحه برقم (٢٢٢٣) ومسلم في صحيحه برقم (١٥٨٢) من حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.﴾ أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ١ صـ ٧١٠ ـ ٧١٢﴾
من فوائد ابن عرفة فى الآية
قوله تعالى :﴿الذين يَأْكُلُونَ الربا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس...﴾.
قال ابن عرفة : يحتمل أن يكون التشبيه بمن يتخبطه " الشيطان من المس ( حال ) تخبطه.
ويحتمل أن يكون التّشبيه بالمتخبط إثر تخبطه ) ) والظاهر العموم، لأن الآكلين من الربا متفاوتون في الأكل، فالمكثر منهم شبيه به حال التخبط والمقلل شبيه به أثر التخبط.
قال ابن عرفة : وجه مناسبتها لما قبلها أنها تقدمها إنفاق الصدقة، والصدقة ( من ) غير عوض ( والرّبا في ظاهر الأمر زيادة من غير عوض ) لأنه يدفع قليلا في كثير.
وقدّر الفخر المناسبة بأن الصدقة ( نقص من المال ) والرّبا زيادة فيه، فالنفوس تحبه وتكره الصدقة فجاءت الآية ردّا عليهم وإشعارا بأن ذلك النقص زيادة وتلك الزيادة نقص.
قال الزمخشري :" مِنَ المَسّ " متعلّق بـ " يقومون " ( أو يقوم، فرد عليه أبو حيان تعلقه بـ " يقومون " ) لأن قيامهم في الآخرة وليس فيه جنون ولا مس.
قال ابن عرفة : وفيه عندي نظر من وجه آخر وهو ( أنّك تقول ) :
ما أكل زيد إلا كالشيطان يأكل بشماله.
أو تقول : ما أكل زيد بشماله إلاّ كالشيطان ( يأكل بشماله ).


الصفحة التالية
Icon