وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى أن اعترف بأنه وجماعة وضعوه، وأن أثر الوضع عليه لبين. وقد أخطأ الواحدي المفسر ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم و منهم قوم من السؤال و المكدين يقفون في الأسواق و المساجد فيضعوا على رسول الله " ﷺ " أحاديث بأسانيد صحاح قد حفظوها فيذكرون الموضوعات بتلك الأسانيد.
قال جعفر بن محمد الطيالسي : صلى أحمد بن حنبل ويحيي بن معين في مسجد الرصافة فقال بين أيديهم قاص فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيي بن معين قالا : أنبأنا عبد الرزاق قال أنبانا معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله " ﷺ " : من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب و ريشه مرجان وأخذ في قصة نحو من عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر إلى يحيي و يحيي ينظر إلى احمد فقال : أأنت حدثته بهذا ؟ فقال و الله ما سمعت به إلا الساعة. قال : فسكتا جميعاً حتى فرغ من قصصه فقال له يحي : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال : أحمد بن حنبل ويحيي بن معين.
فقال له : أنا ابن معين و هذا أحمد بن حنبل ما سمعنا به قط في حديث لرسول الله " ﷺ " فإن كان و لا بد من الكذب فعلى غيرنا. فقال له : أنت يحي بن معين. قال : نعم، قال : لم أزل أسمع أن يحي بن معين أحمق و ما علمته إلا هذه الساعة فقال له يحيي : و كيف علمت أنى أحمق ؟ قال : كأنه ليس في الدنيا يحيي بن معين و لا أحمد بن حنبل غيركما كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا. قال فوضع أحمد كمه على وجهه و قال : دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بهما.
(١/٣٥)


الصفحة التالية
Icon