إذن الكل لله تعالى، فّإذا حذفت اللام الباقية كانت البقية هى قولنا ( هو ) وتحذف الواو إذا اتصلت هذه الهاء بكلمة تدل على نفسها ولم تقترن بزمن وهى الاسم إذ لا يوجد اسم من أسماء اللغة العربية مختوما بواو ؛ لذلك إذا انفردت الهاء عادت إليها الواو فقال ( هو ) كما قال الله تعالى ( قل هو الله أحد ) وقوله ( هو الحى لا إله إلا هو ) معناه لا تطلب الحوائج حقيقة إلا من الله ؛ لأنه هو السيد الصمد ولا تعطى الحياة إلا من قبله، فالأمر كله لله، وبهذا التصور وبهذا الإذعان نعيش جنودا مخلصين مستعدين ظاهرا وباطنا ؛ لذلك نشعر بلذة ونشوة لا مثيل لهما لأننا لا ندرى ولا نعلم من أى مكان تتنزل علينا الفيوضات الربانية والتجليات الإلهية فتنعش منا القلوب وتربى فينا الأرواح وتغذى فينا العقول والأفكار، فما أسعد البشرية بما جاء به رسول الله ـ ﷺ ـ من عند الله عز وجل لخيرنا وصالحنا واطمئنان قلوبنا.
فأرجو الله أن يوفق صاحب الكتاب أن يكتب لهذه الأمة المزيد من الكتب النافعة ' وستكون فى ميزان حسناته يوم القيامة ـ إن شاء الله تعالى ـ وهو علم ينتفع به. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خادم العلم الشريف
د / عبد الوهاب المشهدانى
الواعظ الأول ومسؤول الفتوى بالوزارة برأس الخيمة
٢٥جمادى الأولى ١٤٢٦ هـ الموافق ٢ يوليو ٢٠٠٥

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب
(١/٦)


الصفحة التالية
Icon